ﺗﻌﺪ ﺩﺑﻲ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ الملاحم ﺍﻟﺤﻀﺮﻳﺔ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺇﺛﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻓﻲ ﺍﻵﻭﻧﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ، ﺣﻴﺚ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﻴﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ .2014
ﺷﻬﺪﺕ ﺩﺑﻲ ﺧﻼﻝ التسعينيات ﻓﺘﺮﺍﺕ ﻣﻜﺜﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ، ﻣﻊ ﺗﺪﻓﻖ ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﺍﻷﺟﺎﻧﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻭﺗﻮﺳﻊ ﺣﺠﻢ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ .
ﻭﺑﻌﺪﻣﺎ ﺍﻗﺘﺮﺑﺖ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺜﺮ ﻓﻲ ﺳﺪﺍﺩ ﺩﻳﻮﻧﻬﺎ ﻋﺎﻡ 2009 ، ﻋﺎﺩ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ﺩﺑﻲ ﻣﺠﺪﺩﺍ ﻟﻼﺯﺩﻫﺎﺭ ﻣﻊ ﺳﻌﻲ ﻋﺪﺩ ﺿﺨﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻟﻠﺘﺮﺑﺢ ﻣﻦ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﻤﺴﺘﻬﻠﻜﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ .
ﻭﻳﻌﺮﻑ ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺷﻴﻮﻋﺎ ﻟﺤﺠﻢ ﺩﺑﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ ﺣﻀﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺇﻣﺎﺭﺓ ﺩﺑﻲ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻤﺘﺪ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻓﻌﻠﻲ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻹﻣﺎﺭﺓ، ﻓﻌﻠﻰ ﻣﺪﺍﺭ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻭﺍﺻﻠﺖ ﺩﺑﻲ ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﺤﺘﻴﺔ ﺍﻟﻀﺨﻤﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺟﺬﺑﺖ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻵﻻﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻴﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﺰﺭﻗﺎﺀ، ﻓﻌﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ، ﺷﻜﻞ ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻭﻥ ﺣﻮﺍﻟﻲ %90 ﻣﻦ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ .2013
ﻛﻤﺎ ﺃﺩﻯ ﺗﺪﻓﻖ ﺍﻷﺟﺎﻧﺐ ﺇﻟﻰ ﺩﺑﻲ ﻣﺆﺧﺮﺍ ﻟﺘﻀﺨﻢ ﺃﺳﻌﺎﺭ ﺍﻹﻳﺠﺎﺭﺍﺕ، ﺣﻴﺚ ﺷﻜﻞ ﺍﻹﺳﻜﺎﻥ ﺣﻮﺍﻟﻲ %40 ﻣﻦ ﻣﺘﻮﺳﻂ ﺇﻧﻔﺎﻕ ﺍﻷﺳﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻋﺎﻡ 2013 ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺗﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺍﻻﻣﺘﺪﺍﺩ ﺍﻟﺤﻀﺮﻱ،
ﻓﻌﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ، ﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﺍﻻﺯﺩﺣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺮﻭﺭﻱ ﻭﺗﺴﻬﻴﻞ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﻭﺿﻌﺖ ﺍﻟﺸﺎﺭﻗﺔ ﺧﻄﻄﺎ ﻟﺪﻣﺞ ﻧﻈﺎﻡ ﻧﻘﻞ ﺍﻟﺮﻛﺎﺏ ﻣﻊ ﻣﺘﺮﻭ ﺩﺑﻲ، ﻛﻤﺎ ﺍﻥ ﺗﺠﺎﺭ ﺍﻟﺘﺠﺰﺋﺔ ﻭﺟﺪﻭﺍ ﺍﻥ ﺍﻹﻳﺠﺎﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﺭﻗﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﺟﺎﺫﺑﻴﺔ، ﻭﻓﻲ ﻋﺎﻡ 2014 ﺷﻬﺪﺕ ﺍﻟﺸﺎﺭﻗﺔ ﻧﻤﻮﺍ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﺎ ﻟﻠﺘﺠﺰﺋﺔ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺠﺬﺏ ﺍﻟﻤﺘﺴﻮﻗﻴﻦ ﻣﻦ ﺩﺑﻲ .
ﺧﻼﺻﺔ ﺍﻟﻘﻮﻝ، ﺍﻧﻪ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺩﺑﻲ ﻟﻴﺲ ﻛﺈﻣﺎﺭﺓ ﺍﻧﻤﺎ ﻛﺘﺠﻤﻊ ﺳﻜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻳﺔ ﻳﺸﻤﻞ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﻦ ﺇﻣﺎﺭﺓ ﺩﺑﻲ، ﺍﻟﺸﺎﺭﻗﺔ ﻭﻋﺠﻤﺎﻥ .
ﻭﺃﻇﻬﺮﺕ ﺍﻹﺣﺼﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻭﺻﻮﻝ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻘﻴﻤﻴﻦ ﺑﺎﻹﻣﺎﺭﺓ ﻋﻨﺪ 2.1 ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 2012 ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺸﻔﺖ ﺍﻹﺣﺼﺎﺀﺍﺕ ﻭﺻﻮﻝ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ ﺇﻟﻰ 8 ﻣﻼﻳﻴﻦ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ .2009
ﻭﺑﻠﻎ ﻣﻌﺪﻝ ﻧﻤﻮ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ %7 ﻓﻴﻤﺎ ﻗﺒﻞ ﻋﺎﻡ 2005 ﻭﻟﻜﻦ ﺑﻔﻀﻞ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﺍﺭﺗﻔﻌﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺑﺸﻜﻞ ﺳﺮﻳﻊ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ %20 ﺳﻨﻮﻳﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﺍﺭ 2008-2006 ، ﻣﻊ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﻮﺍﻓﺪﻳﻦ ﺍﻟﺠﺪﺩ ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ ﺩﺑﻲ .
ﻭﻣﻨﺬ ﺍﻟﺘﺮﺍﺟﻊ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 2009 ، ﺷﻬﺪ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﺍﻟﺴﻜﺎﻧﻲ ﺗﺒﺎﻃﺆﺍ ﻓﻲ ﺩﺑﻲ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻷﺳﺮﻉ ﻧﻤﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻭﺑﺎﻷﺧﺬ ﻓﻲ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﻭﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﺗﻘﺪﻳﺮﺍﺕ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺘﺎﺣﺔ ﻣﻦ ﺍﻹﺣﺼﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ، ﻓﺈﻥ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺍﺭﺗﻔﻊ ﺑﺤﻮﺍﻟﻲ ﺛﻼﺙ ﻣﺮﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﺍﺭ 2005 ـ .2013
ﻭﻓﻲ ﻋﺎﻡ 2013 ، ﺑﻠﻎ ﺗﻌﺪﺍﺩ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺩﺑﻲ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻳﺔ ﺍﻷﻭﺳﻊ ﻧﻄﺎﻗﺎ ( ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﻤﻞ ﺇﻣﺎﺭﺍﺕ ﺩﺑﻲ، ﺍﻟﺸﺎﺭﻗﺔ، ﻭﻋﺠﻤﺎﻥ ﻣﺠﺘﻤﻌﺔ ) 5 ﻣﻼﻳﻴﻦ، ﻭﻭﺻﻞ ﺇﺟﻤﺎﻟﻲ ﺇﻧﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﺴﺘﻬﻠﻜﻴﻦ ﺍﻟﺴﻨﻮﻱ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻰ 118 ﻣﻠﻴﺎﺭ ﺩﻭﻻﺭ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻘﺎﺭﺏ ﺑﻴﺎﻧﺎﺕ ﻣﻴﻼﻥ ﻭﺭﻳﻮ ﺩﻱ ﺟﺎﻧﻴﺮﻭ
.
